الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

الأرض الخراب ت.س. إليوت / مقتطف 5


مقتطف من..
ماذا قال الرعد
-ترجمة عبد الهادي السايح-

 

..حتى الصمت غادرَ الجبال
ما من شيء سوى
رعدٍ كاذب ٍ عقيم و لا مطر
حتى الوحدة هجرت الجبال
ما من شيء سوى
وجوه عابسة محمرّة تزمجر ناظرة ً شزرا
من أبوابِ بيوتٍ طينية متصدّعةِ الجدرانِ..
لو أن ثمة ماءً
                 ولا صخرَ
لو أن ثمة ماءً و صخرا
و ماءً،
وعينا
وبركة وسْط الصخر.
لو أن ثمة طبطبة ماء فقط
لا صريرَالجندب
وخشخشة الحشيشِ اليابس،
صوتَ ماءٍ يسيل فوق الصخور
حيث يزقزق طائرُ الناسكِ المغردِ بين أشجار الصنوبر..
قطرةٌ قطرةْ، قطرةٌ قطرةْ، قطرةٌ قطرة
لكنْ ليس ثمة ماء.

 

*

 

انداحَتْ ضفائرُ شعرها الأسودِ الطويل ..
عزفتْ موسيقى هامسة على الأوتار
فهسهست وطاويطُ بوجوه الأطفال في الضوء البنفسجي
وجعلت تخفق بأجنحتها
ثم زحفت برؤوسها اتجاه حائط مُسوَدّ..
كانت الأبراج معلقة في الهواء بالمقلوب
تقرع نواقيسَ الذكرى
التي تحصي الساعات
تجاوبت بالغناءِ أصواتٌ انبعثت من الصهاريج الفارغة
و الآبار الناشفة

 

في هذه الحفرة المتعفنة وسط الجبال،
في ضوء القمر الخافت، يتغنى العشب
فوق القبور الدارسة و حول الكنيسة الصغيرة
و الكنيسة خاوية تسكنها الرياحُ
ليس فيها نوافذُ
والباب يتأرجح..
إنّ العظام الناخرة لا تؤذي أحدا
لم يكن هناك سوى ديك وحيد وقف على السقف صائحا
كوكو ريكو كوكو ريكو ..
وفي لحظة
أومض البرقُ
اجتاحت الأرجاءَ ريحٌ باردة
وانهمرَ المطر



* *