الأحد، 17 ديسمبر 2017

كلمات عربية من أصل أمازيغي










أكثر الكلمات اﻷمازيغية التي استعارتها اللغة العربية سواء المحكية الدارجة  و المكتوبة،  تتعلق بالنبات .. فالمتصفح لجامع ابن البيطار (اﻷندلسي) الذي لا يزال المصدر الرئيس في النبات بالمغرب العربي و حوض المتوسط بصفة عامة، يدرك مدى حضور اللغة الأمازيغية في هذا المجال،
أبدأ بكلمة لاقت رواجا كبيرا في اللهجات العربية كما في اللغات اﻷوربية
(ترفاس) أو الكمأة، و هو نبات من الفطريات ذو قيمة غذائية عالية، اسمه بالفرنسية terfesse ، و في غيرها من اللغات الأوربية كالإسبانية  و الإيطالية و الهولندية يعرف بالصيغة اللاتينية terfeziaceae، و من أسمائه في الإسبانية تروفاس .. الظاهر أن الاسم انتقل عبر اللغة البروفنسالية  القديمة إلى الإنجليزية التي أصبحت تسميه و ما يشابهه من ثمر الفطريات truffles - اللغويون الإنجليز محتارون في أصل الكلمة-


(التِفاف) كلمة أمازيغية أخرى حجزت مكانا مضمونا في لغة العرب ، و هو نبات من النجميات يكثر على حواف الطرق في الأماكن الرطبة، يؤكل و له فوائد طبية.


و من الكلمات الشائعة  في الاستعمال العامي بالمغرب العربي (تيمرصاض) الفوتنج البري، (تالغودا) البطاطا البرية، و هذه كلها نباتات طبية،


أما أسماء الحيوان فمنها ( القُنين) - و هو لفظ أمازيغي معرّب- للأرنب الداجن، فعرب المغرب أو كثير منهم يسمي البري (ارنب) أو لرنب - بتخفيف الهمز- أما المدجن فلا يسمونه أرنبا في الكلام الدارج.
ومن أسماء الحيوان الأخرى الشائعة في بعض اللهجات المحلية  (تالفزة) لنوع من العظاءات و يقابلها بالأمازيغية (تالفسا) أي اﻷفعى، (تاتا) أو الحرباء.
أما الأشاء فهناك مثلا لفظ (القَزُّول) الشائع في بعض اللهجات الحضرية بالجزائر بمعنى العصا الغليظة / الهراوة، و أصله  (آكزال)
و هو رمح قصير عرف به المقاتلون اﻷمازيغ في اﻷندلس لعهد المرابطين.


مصادر و مراجع:

ابن هشام اللخمي اﻷندلسي،  المدخل إلى تقويم اللسان.
ابن البيطار، الجامع لمفردات اﻷدوية و الأغذية.
المعجم العربي اﻷمازيغي، محمد شفيق
La langue berbère au Maghreb médiéval: Textes, contextes, analyses, Mohamed Meouak










الجمعة، 8 ديسمبر 2017

عن بعض الكلمات / العبارات المعربة



بعض مشاكل الترجمة نتجت عن ضعف التواصل بين اﻷقطار العربية، لقد ترجم المشارقة كلمة (cerise) الفرنسية إلى (كرز) و نظيرها العربي الحميل عند إخوانهم في المغرب العربي موجود مذ قرون: (حب المُلوك):
قال ابن الخطيب:

انظر إليها تجد حب الملوك بها.. وقد حكى نورها المبيض حين فتح
قطنا تراكم في الأغصان إذ قذفت..لفائف الثلج في أعلاه قوس قزح

و لابن زمرك، شاعر الحمراء:

يا خيرَ من ملكَ المُلوك .. أهديتي حب الملوك


وقد صرنا إلى زمن من الجهل و نقص الذوق حتى صار الطلاب إن سمعوا أحدا قال (حب الملوك) صححوا له قائلين: اسمه بالعربية (الكرز)

و ترجموا لفظة (  artichoke ) إلى أرضي شوكي غافلين أن اللفظ الذي انتقل إلى الإنجليزية في رحلة عبر لغات عدة، هو لفظ عربي أصلا انتقل منها إلى الإسبانية و لا يزال بصيغته الأولى في أنحاء المغرب العربي (الخرشف)

وجعلوا لفظ قرصان يدل على (لص البحر) وهو في كلام أسلافنا يدل على نوع من السفن،
لأحد شعراء الملحون يصف جواده:
قرصان البَّحرْ كانْ (لو) عام
 الكلمة تعريب للفظ الفرنسي (corsaire).
..
الترجمة أيضا وراء بعض العبارات الغريبة المستعملة في الإعلام و منصات التواصل.. نسمع مثلا (هكذا أمر) نقلا عن العبارة الإنجليزية (such a) متبوعة باسم ، الصحيح (أمر كهذا) ، فإن كنا في حاجة إلى تنويع فما المانع من استعادة بعض العبارات مثل (كها) .. ما كها الإنس تفعل، على رأي الشنفرى.

هذا باب يضيق فيه المجال عن الإحاطة،
على كل حال، فوضى الترجمة تكون خلاقة حينا لأنها تسمح بالمنافسة بين البدائل و ضارة أحيانا لأنها تشتت اللغة و تشوش على القراء و الكتاب،
وكما أشرتم، القبول بالشائع على علاته قد يكون  خيرا من السعي إلى استبداله و لكن لا بأس بالاقتراح و المحاولة.
الكلمات المعربة ليست أولى بالرفض من كثير من الأخطاء اللغوية التي أصبحت مقبولة - نوعا ما- بحكم استعمال أدباء و شعراء بارزين لها، مثل:
حكايا بدل حكايات، خجلى بدل خجِلة، ورود بدل ورد (جمع وردة) و زهور بدل زهر، و ترحال و ما شاكلها وزنا بكسر التاء بدل فتحها عدا تلقاء و تبيان، و استعمال أي للإبهام بدل ما في قولهم أي شي بدل شيء ما، و استعمال لطالما محل ما دام تماشيا مع التعبير الإنجليزي (as long as) و غير ذلك كثير.