الخميس، 26 مارس 2020

ابن مقانا اﻷشبوني: ألِبرق لائح من أندرين




أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا شاعر أندلسي مجيد عاش في القرن الهجري الخامس/ الحادي عشر ميلادي. أصله من القبذاق Alcabideche و هي قرية غربي اﻷندلس من ساحل شنترة Sintra على مقربة من أشبونة (عاصمة البرتغال حاليا) من أعمال مملكة بطليوس.

قال عنه ابن بسّام:
 «من شعراء غربنا المشاهير، و له شعر يعرب عن أدب غزير، تصرّف فيه تصرّف المطبوعين المجيدين في عنفوان شبابه و ابتداء حاله، ثم تراجع طبعه عند اكتهاله».

طاف الأندلس متصلا بملوك الطوائف مدح منهم منذر بن يحيى التجيبي أمير سرقسطة (فترة حكمه:403 -412 هـ / 1012-1021 م)

و مجاهد العامري أمير دانية (فترة حكمه: 400-436 هـ / 1009 – 1044 م) و كان أهم من اتصل بهم إدريس بن يحيى بن علي بن حمود صاحب مالقة الذي مدحه بنونيته المشهورة و هو الملقب بإدريس العالي بالله (حكم على فترتين بين: 434 -438 هـ /1042 -1046 ثم 444 -446 / 1052-1054 م).

ارتأى في آخر حياته أن يكفّ عن التَّرحال فاستقر

بالقبذاق موطنه اﻷصلي أين انشغل بتعهد ضيعته وزراعتها و اﻷرجح أن عودته إلى القبذاق كانت بعيد سنة 460 هـ /1067 م.

الظاهر من اسمه أنه من أصل أعجمي وهو ينسب إلى أشبونة و ينسب كذلك إلى بطليوس . لا نعرف الكثير عن حياته و أكثر شعره ضائع عدا بعض ما ورد في الذخيرة و المُغرب.


ألبرقٍ لائحٍ من أندرين1..ذرفت عيناك بالماء المَعين2

  لعبت أسيافه عاريةً .. كمخاريقَ 3 بأيدي اللاعبين

ولصوت الرعد زجر وحنين.. ولقلبي زفرات وأنين

وأناجي في الدجى عاذلتي.. ويكِ لا أسمع قول العاذلين

عيرتني بسَقامٍ وضنىً .. إن هذين لزين العاشقين

قد بدا لي وضح الصبح المبين..فاسقنيها قبل تكبير الأذنين4

اسقينها مُزّة مشمولةً..عُتِّقت في دَنّها بضع سنين

نثر المزج على مَفرقها..درراً عامت فعادت كالبُرين6

مع فتيان كرامٍ نجبٍ.. يتهادون رياحين المجون


شربوا الراح على خد رشًا..نوّر الورد به والياسمين

فترى غصناً على دعص نقاً.. وترى ليلاً على صبح مبين


ومصابيح الدجى قد أطفئت.. في بقايا من سواد الليل جُون7

وكأن الطَّل مسك في الثرى.. وكأن النَّور دُرٌّ في الغصون

والندى يقطر من نرجسه.. كدموعٍ أسبلتهن الجفون

والثريا قد علت في أفقها.. كقضيب زاهر من ياسمين

وانبرى جنح الدجى عن صبحه.. كغراب طار عن بيض كنين

وكأن الشمس لما أشرقت.. فانثنت عنها عيون الناظرين

وجه إدريس بن يحيى بن عليِّ.. ابن حمّودٍ أميرِ المؤمنين

خط بالمسك على أبوابه.. ادخلوها بسلام آمنين





1 اﻷندرين قرية جنوبي حلب اشتهرت قديما بكثرة الكروم  
 و  بخمورها الجيدة
2 الماء السائل الجاري.

3 احدها مِخْراق: ما تلعب به الصبيان من الخِرَقِ المَفْتُولة يلوونها و يضرب بعضهم بها بعضا.

4 اﻷذين أي المؤذن

5 شَمَلَ الخمْر: عَرَّضَها للشَّمَال فَبَرَدَتْ، ولذلك قيل في الخمر مَشْمولة.

6 البُرين جمع بُرة و هي الحلقة.. بمعنى السوار

7 الجَوْن اﻷسود الذي تخالطه حُمرة، جمعه جُون

لمزيد من الاطلاع:


* قرية القبذاق:



0 التعليقات :

إرسال تعليق