الخميس، 26 سبتمبر 2019

السبت، 21 سبتمبر 2019

أغنيات المطر

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019

النفي في اللهجات العربية الوسيطة: ج1 اللهجة الأندلسية و لهجات عرب الفتح



صادفت مقالا لأحد الإخوة الخليجيين في نقد بعض المقطوعات الشعرية الهلالية التي أوردها ابن خلدون في المقدمة، المقطوعة حظيت باهتمامي بسبب بعض العبارات التي لا تزال مستخدمة في لهجات المغرب العربي ..
لكنها لم تكن وحدها ما حظي باهتمامي
فالكاتب الخليجي صنف الأشعار الهلالية في المقدمة إلى أصناف ثلاثة .. أشعار قيلت في المشرق يعدها نبطية، أخرى قيلت في المغرب يقول إن لهجتها بادية التأثر بكلام أهل الغرب، و أخرى منحولة ..
و لا أشاء أن أعلق على هذا التقسيم فهو ليس موضوعنا، ما يهمني هي المعايير التي اعتمد عليها في هذا التقسيم ..

في نقده لمطلع الأبيات التي يرويها الهلاليون على لسان الأمير شكر:

تبّدى ماضي الجبّار و قال لي.. أشكرٌ ما نِحّنا عليكْ رضاشْ

يصرف الأبيات بأنها منحولة وليست من شعر النجديين بأمارة إلحاق الشين بالاسم المنفي.. و هي ، يضيف الكاتب معلقا، لهجة مغاربية.

هي ليست كذلك، أو على الأقل لم تكن يومها.. و سأبيّن ذلك ببعض الأمثلة لاحقا.


كما إنه من الواضح من كلام ابن خلدون أن الأبيات يضعها الهلاليون على لسانه، و ما زعم ابن خلدون و لازعموا من من الأساس أنها لشكر.

المسألة المثيرة التي نتناولها هنا .. إن كان الهلاليون وضعوا عبارة " أشكرٌ ما نِحّنا عليكْ رضاشْ" على لسان الأمير النجدي افتراضا  وهذه الصيغة من النفي لم ترد في كلام الهلاليين مطلقا عدا في هذا الموضع، كما أن "نحنا" لم ترد أيضا في غير هذه الأبيات .. و لم يكن هذا من كلام عرب الفتح و أهل الأندلس فنفترض بداية التأثر بلهجتهم.. فأي لهجة كانت هذه إذن؟ و هل حاكى قائل الأبيات لهجة ما كانت معروفة عندهم أو كانوا على عهد قريب بأهلها؟


النفي في لهجة عرب الفتح و اللهجة الأندلسية

كانوا أكثر ما يستخدون ليس و كذلك لَسْ في الأندلس
و لا للنفي.
من زجل  لابن شجاع التازي:
حتَّى يَلتَجِي مَنْ هُوْ فِ قَومُوْ كَبيــر
لِمنْ لا أَصْلْ عِنْدو وَلا لُوْ خَطَـرْ

..و من زجل لابن قزمان:
لسْ لو فايدة
و في زجل آخر له: لَسَّ الاوساط بحال* الاطراف
بالشدة على السين

و انفرد الأندلسيون ببعض الألفاظ مثل: لَسَّنْهُ  و لَسَّنهي.. الخ ليس و ليستْ..

ومن زجل ينسب لأبي مدين شعيب الإشبيلي كما ينسب لتلميذه الششتري، و كلاهما أندلسي النشأة:

مَنْ نَعشَقُو ما لي سِواهْ .. و لا نَمَلُّو
و لا نزالْ نَتْبعْ رِضاهْ .. الدهرَ كُلُّو

أما ما فهي عموما تأتي مصاحبة للشرط، و قد وردت في المثال السابق و لو أن أكثر ما وقفت هليه ميتخدما لمثل ذلك السياق  (لا .. ولا )


و للحديث بقية إن شاء الله..

يتبع بالجزء الثاني: النفي في لهجة الهلاليين و عرب المشرق

* مثل