السبت، 29 أكتوبر 2016

النائم بالوادي

آرثر رامبو
ترجمة عبد الهادي السائح











في روضة خضراء يترنَّــم فيها النهر
متشبثا كالمجنون بأكمام العشب الفضية
تطلّ الشمس من الجبل الشامخ
ساطعة اﻷنوار
فيندفق زبد الضياء
في ذلك الوادي الصغير
هناكَ
جندي يرقد
فاغرا فاه، رأسه حاسر
و رقبته تسبح في حرف الماء اﻷزرق
تمدّد على العشب
تحت غيمةٍ تمدّد
شاحبَ الوجه
فوق سريره اﻷخضر
أين يهطل الضياء
يرقد ورجلاه في السوسن
باسما كما طفلٍ عليل
استسلم للنوم
هدهديه أيتها الطبيعة الحانية
فالبرد يكتنفه
لا يتجاوب لارتعاشة الشذى نفـَـسه
في الشمس يرقد
في سلام يرقد
يده على صدره
و بجنبه اﻷيمن
ثقبان يدميان.



الخميس، 27 أكتوبر 2016

همسات شجر الطقسوس، مقتطف من ترجمتي لأربعاء الرماد


شعر ت إس إليوت
ـ ترجمة عبد الهادي السائح ـ




هي ذي السنين تمر حاملة
معها الربابات و المزامير، باعثة
تلك التي تدب في الزمن الممتد بين وقت الهجوع
و حين الحراك،
ملتحفةً بالنور اﻷبيض انتطقت به ثنايا
تمضي اﻷعوام الحديثة، تبعثُ
في غشاوة من الدموع وضيئة، اﻷعوامَ،
القافية العتيقة في نظم جديد،
تُعْتق الزمن،
ترسل الرؤيا العصية على التأويل
في الحلم العُلوي
فيما تقترب مخلوقات أحادي القرن المرصّعة
من العرش المذَهّب.


الراهبة القانتة ذات النقاب اﻷبيض و اﻷسود
ثاوية بين أشجار الطقسوس
خلف إله الحديقة الذي سكنت أنفاس نايه
أشارت بلمحة منها، غير أنها لم تنبس ببنت شفة..
لكنّ النبع جاش
و الطائر شدا
لينعتق الزمن، لينبعث الحلم
أمارة كلمة ظلت حبيسة الفؤاد، غير منبوسة
حتّى تنثر الريح آلاف الهمسات من شجر الطقسوس
و لنا بعد ذلك المنفى.