الخميس، 5 يناير 2017

مقتطف من لعبة شطرنج، قصيدة اﻷرض الخراب لإليوت




كان الكرسي الذي جلستْ عليه، كالعرش المنمق 

ينعكس ألقه على المرمر

حيث المرآة، تحملها أعمدة نقشت فيها 

كروم تتدلى عناقيدها

أطل منها ملاك ذهبي 

وآخرُ حجب عينيه بجناحه..

ضاعفت المرآة شُعَل

الشمعدان ذي الأغصان السبعة

انصب النور منها على المائدة

فتسامى بريق حليها ليلقاه

تسامى منسكبا من حقائب الحرير

وافرَ الألق وثيرَ الاندفاق...

من قواريرَ عاجيةٍ وزجاجيةٍ ملونة فاغرةِ الأفواه

فاحت عطورها الممزوجة

مرهمية ً، مسحوقة ً، سائلة ً، مضطربة ً ... حائرة

تـُغرق الحواس في الروائح، ينشرها الهواءُ

إذ يهب عليلا من النافذة.

تصاعدتْ

تنفخ شعلَ الشموع المتطاولة

قذفت بدخانها إلى السقف الخشبي

باعثة الحياة في أشكاله المنحوتة:

أعشاب بحرية ضخمة مشبعة بالنحاس

المصهور أخضرَ وبرتقالياً .. يحفه حجر ملون

وفي ذلك النور التعس يسبح دلفين منحوت.

وفوق الرف العتيق على المدفأة ..

، وكأن نافذة أشرعت على منظر في الغابة، كان مشهد

اغتصاب الملك البربري فيلوميلا 

بكل فظاظته.

وحتى هناك ملأ البلبل الصحراء بصوت لا ينتهك ...

و..بكت وبكت

ويتابع العالم، لا يزال،

" زق زق " لآذان قذرة.

حكت الجدران

أشكالا خشبية أخرى من الزمن،

أشكالا ذاوية،

تحدق، تبرز عن محيطها،

تميل

تطبق الصمتَ على الغرفة.

تـَردّدَ صدى خطى متثاقلة على السلم.

تحت وهج الموقد، تحت ملمس المشط

تطايرت خصلات شعرها

حبيباتِ سنا

توهجت كالكلمات

ثم غرقت في سكون موحش.

*