الجمعة، 11 نوفمبر 2016

إدموند سبنسر، أغنيّة

في هدأة النهار
و ارتعاشة النسائم
أرسلت رياح الغرب  الشذية

نفحة طيبة
أزاحت
لمسة أشعة الشمس الحارقة
التي راحت تتلألأ
في ألق
و عندما انتابني الضجر
لطول مكثي ببلاط اﻷمير
و لانتظاري بلا جدوى
و تعلقي بآمال خائبة
لا زالت تتطاير
كالخيالات الفارغة
بذهني المشتت

مشيت ،لأخفف من وطأة الخيبة،
بطول شاطئ نهر التايمز
الفضي المنساب
،ضفته التي ارتسمت عليها مسالك العربات
و الماء يلامس حوافها
قد تزينت بالأزهار من كل لون
و أحاطت بها المروج المرصعة بالجواهر الكريمة
التي تليق
زينة لمخدع الغانيات
أو لتكلل رفقاءهن
يوم الزفاف
الذي لا يدوم طويلا
فانسب يا نهر التايمز العذب،
انسب برفق، حتى أكمل أغنيتي

هناك في مرج
قرب حافة النهر
لمحت سربا من الحوريات
بنات الماء الحسناوات
شعهرهن المائل إلى اﻷخضر
ينداح طليقا
فكل واحدة منهن كانت عروسا
و بيد كل منهن سلة
ضفرت من أغصان جميلة
ملساء
مشتبكة اﻷماليد غريبة المظهر
يجمعن فيها الورد

وبأصابع ناعمة
تقصف بلطف
سيقان الورد الرقيقة
لتقطف
أصنافا من زهر المرج
جمعن بعض البنفسج اﻷزرق الشاحب
الذي يغمض أجفانه للمسة المساء
الزنابق العذراء و أزهار الربيع
و مجموعة من الورد القرمزي
لتزين بها باقات العرسان
يوم الزفاف
الذي لم يدم طويلا
فانسب يا نهر التايمز العذب،
انسب برفق، حتى أكمل أغنيتي



*  إدموند سبنسر شاعر إنجليزي ولد سنة 1552 و توفي سنة 1599، من أشهر أعماله ملكة الجن Faerie Queene